2011/01/31

ليلى من السشوار (للبوفوار=السلطه)

 
قصة ليلي الطرابلسي و سلوكياتها خلال فترة زواجها بزين العابدين بن علي هي الشاشة التي افتضح على رقعتها كل دناءة هذا الرجل الذي كان مجرد عبد لنزواته، و كان مجرد فزاعة في حقل تونس الذي أممته ليلى الطرابلسي لصالحها و صالح أفراد عائلتها.
ولدت ليلى الطرابلسي سنة 1957 لعائلة فقيرة  تتكون من 11 ولدا هي البنت الوحيدة بينهم ، و كان أبوها مجرد بائع للخضر، لعله لم يكن يملك حتى العربة التي امتلكها البوعزيزي الذي حول جسده إلى شعلة نار أضرمت النار في أركان النظام التونسي الاستبدادي.

لم تكمل ليلى الطرابلسي تعليمها ولم تحصل إلا على الشهادة الابتدائية، وإن كان كبرياؤها قد جعلها تشيع في تونس إشاعة تفيد أنها حاصلة على شهادة الدكتوراة في الفنون! وكان أفراد الشعب التونسي يتندرون في الخفاء بقولهم إنها حاملة الدكتورة في (الحجامة=كوافير)!

تزوجت ليلى الطرابلسي و هي لا تتجاوز 18 سنة لكن سرعان ما طلقت وتقلبت بعدها  في عدة مهن أشهرها كوفيرة أو حلاقة لفترة و هي الفترة التي تعرف عليها فيها بن علي، كما تقول بعض المصادر، حيث كان ذلك من خلال دورية كان يترأسها لمداهمة بعض الأماكن التي يبلغ عنها، وفي إحدى هذه المداهمات التي ترأسها بن علي بنفسه، تعرف فيها على ليلي الطرابلسي، و نشأت بينهما علاقة ما، دفعت به إلى تطليق زوجته الأولى ابنة الجنيرال المعوي الذي يرجع إليه الفضل في ترقيته و انتشاله من رتبته المهمشة، ذلك أن القانون في تونس يمنع تعدد الزوجات و يسمح بتعدد الخليلات، ففي 1986 يعلن بنعليعن تطليقه لزوجته الأولى التي عرفته أيام الفقر و العوز، وارتمى في حضن ليلىالطرابلسي التي أنجبت له طفلتين قبل أن يعلن زواجه بها سنة 1992!

عندما دخلت قصر قرطاج بدأت خطتها البعيدة المدى و التي لا يقف أمام انطلاقها أي رادع، و حيث وجدت في هذا القصر مجموعة من الفاسدين و الناهبين لثروات البلاد منبنات الرئيس من زوجته السابقة، و أزواجهن فقد أخذت مكانتها بينهم، و بدأ تنافس محموم للإستيلاء على ما تبقى من خيرات البلاد و مقدراتها الاقتصادية، و قد جندت لهذا لاغرض كثيرا من أفراد عائلتها الطرابلسية فدخل على الخط إخوانها و بناتها و أزواج بناتها، وأبناء أعمامها و القائمة طويلة.

و عند دراسة مختلف المقالات و الدراسات التي تناولت إمبراطورية الفساد لعائلة بن علي بما في ذلك مختلف الوثائق السرية التي كانت الإدارة الأمريكية تحتفظ بها إلى أن تم تسريبها إلى موقع ويكيليكس الشهير.يمكن إعطاء  الصورة الموجزة التالية:

عصابات متفاوتةالعصابة الأولى: عصابة النهب والاعتداء الأولى تتكون من إخوان الرئيس، و بناته من الزوجة الأولى و أزواجهن. فقد أثرى هؤلاء ثراء فاحشا عن طرق التهريب، إذ كانوا يهربون السلع المختلفة من أوروبا و غيرها، و تحت تغطية اسم الرئيس لم يكن أحد من موظفي الجمارك يجرؤ على عدم رفع السلام لأصحاب هذه السلع المهربة و من يقوم مقامهم في تسلمها، و كانت القوانين تعطل تماما عندما تصل سلع عائلة الرئيس، و لم يكن القانون يطبق إلا على من هو خارج دائرة الرئيس!

كما أثرى هؤلاء عن طريق الصفقات الوهمية، والمشبوهة! فقد كانت الأراضي و الضيع تسلم بالمجان لأفراد أسرة بن علي دون أي مقابل بينما يذيع رجال النظام و إعلامه أن ذلك تم بالمقابل!
و لم يكتف هؤلاء بتسلمهم مفاتيح خزينة الدولة ينهبون منها كيفما يشؤون، بل دفع بهم الشره إلى الاتجار في المخدرات، كما فعل رئيس هذه العصابة الأولى المدعو المنصف بن علي الذي كان يدير شبكة من مهربي المخدرات إلى أوروبا مستغلا الطاعة العمياء التي كان يحظى بها في أوساط وزارة الداخلية و الشرطةو الأمن و خصوصا رجال الجمارك. و هذا الرجل سبق أن أدانته المحاكم الفرنسية  بجرائم تصدير المخدرات و حكم عليه بالسجن 10 سنوات غيابيا، في قضية عرفت بعنوان كوسكس كونكشن! لكنه ظل طليقا في تونس الذي كان يعتبرها عزبة أخيه و ضيعة زوجته ليلى الطرابلسي! و ظل يباشر أعمال النهب و السلب و الفساد إلى أن مات في حادث سير. و بموته أزيح أحد المنافسين الكبار عن طريق ليلى الطرابلسي.
العصابة الثانية: عصابة عائلة شيبوب. ببقيادة " سليم شيبوب لاعب كرة اليد القديم. و قد بدأ مشواره في النهب و السلب و الفساد عندما تقدم للزواج مندرصافي البنت الثانية لزوجة بن علي الأولى. و كان مصدر ثرائهم الرئيسي العطاأت الرئاسية و الهبات. لكن، و بفعل الاعبة الجديدة في قصر قرطاج فقد استبعدت هذه العصابة بعد أن استولت ليلى و عائلتها على تلك العطاأت والهبات، و انحصر دورها في التجارات ذات العلاقة بالقطاع الرياضي، و رغم ما في هذا القطاع من موارد أموال و طرق الاختلاس إلا أنها لا تقارن بما كانت تحصل عليه ليلى الطرابلسي و أفراد عصابتها. بقي لبن علي بنتان من زوجته الأولى هما: غزوة و سيرين فماذا كان نصيبهما و نصيب زوجيهما من دماء الشعب التونسي؟
إحداهماء سيرينء تزوجت ب مروان مبروك المتحدر من عائلة ثرية، بمجرد أن يتم له الزواج ببنة الرئيس حتى يندفع بكل شره نحو النهب فيستولي على كلوكالات توريد سيارات الفيات، و الميرسيدس و غيرها، كما يستولي على البنك العربي الدولي!المعروف ب Bإىط   ثم تملكه لشركة الأسواق الممتازة الضخمة في كل تونس و المعروفة باسم ب : جيان ومونوبري .

أما ابنته غزوة  فقد تزوجت ب سليم رزق الذي استولى على شركة خدمات المطارات، كما أنه أنشأ مصرفا خاصا به ، أما زوجته غزوة بنت علي فقد هيمنت بسرعة على شركة الهاتف النقال أورانج Oرانعي  و شركة تزويد خدمات الإنترنت بلانط تونس   Pلانيت طونيس     و الكل يعلم مدى ربحية مثل هذه الشركات.
العصابة الثالثة والكبرى/عصابة ليلى الطرابلسي و عائلتها.
هذه العصابة هي الأخطر و التي ترعى مصالحها ليلى الطرابلسي و يترأسها ويدير عملياتها أخوها بلحسن الطرابلسي السيئ الذكر، و الذي قد خبر الناس في تونس قسوته و شرهه و عنفه و مما سربت عنه وثائق الويكيليكس أنه يتصرف كرئيس عصابة بالفعل ، و تبلغ به الجرأة أنه يضع مسدسه فوق الطاولة في المطاعم التي يرتادها أو الصالونات التي يجتمع فيها مع أصحابه! وتقول الوثائق أنه لا أحد في مطاعم تونس يجرؤ على تقديم فاتورة الأداء لهذا الطاغية!
و من أشهر أعمال السرقة المباشرة التي قامت بها ليلى بن علي، تلك التي طالت السيدة سهى عرفات التي دخلت معها في صفقة لبناء مؤسسات تعليمية خاصة مثل الثانوية الدولية، فاحتالت عليها ليلى و أخذت كل شيء فما وسع سهى عرفات إلا الهرب من تونس قبل أن تلفق لها تهمة ما فتجد نفسها في السجن، لكن السلطات التونسية و بأمر منليلى الطرابلسي قامت بتجريدها من 2.5 مليون أوروا كانت بحوزتها ثم تجريدها من جواز السفر التونسي و طردها خارج البلاد. و قد جاء في وثائق الويكيليكس أن سهى عرفات أخبرت السفير الأمريكي بذلك، و أن كل ما حدث لها كان بأمر مباشر من ليلىالطرابلسي.
و هكذا تحولت ليلى الطرابلسي التي عاشت في أحضان الفقر بين 11 من إخوتها إلى ما يشبه إمبراطورة تنصب من تشاء في الدولة التونسية و تعزل من تشاء، و تنكل بمن تشاء،و تغدق من أموال الشعب التونسي على من تشاء من إخوانها و أفراد عصابتها، و قد تحول زوجها إلى مجرد طرطور أو فزاعة في مزرعة تونس، و مجرد حصان جامح  تركبه لبلوغ مراميها و إشباع نهمها و شرهها. و قد حالت الثورة التونسية دون  وصول مرماها الأخير الذيء على مايبدو كان هو الترشح لرئاسة الدولة التونسية بعد أن يتم إقصاء بن علي و حشره في زاوية ينهشه سرطان المثانة كما يشاع، و قد تحول بنعلي في السنوات الأخيرة إلى مجرد سياط في يد حاكمة قرطاج الحقيقية. و نعل في قدمها ترفس به من تشاء، و لكن العبرة بالخواتم دائما، فمن صار إلى رضوان الله و أسدى الخير لشعبه، ليس كمن باء بسخط الله و زج به في مزبلة التاريخ في صخب من لعنه.
"كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25)وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27)كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (29) "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق